✍️ بقلم: يسري تليلي – Tunisia Mag
في كل موسم صيفي، يبرز اسم الناصر القرواشي كواحد من أبرز الفاعلين في المشهد الفني التونسي، ليس فقط كمنتج محترف وصاحب شركة “آنس ميوزك”، بل أيضًا كصانع أمل وجسر تواصل بين الفنان والجمهور. ابن مدينة تستور، هذه المدينة التي لطالما أنجبت أسماء مضيئة في سماء الإبداع، أثبت خلال مسيرته الفنية والمهنية أنه رقم صعب في عالم الإنتاج والتنظيم الفني.

القرواشي لم يكن مجرد اسم في قائمة منظّمي الحفلات والمهرجانات، بل تحوّل إلى علامة فارقة في حسن التنظيم، والقدرة على تحويل اللحظات العادية إلى تجارب استثنائية. حضوره اللافت في كبرى التظاهرات والمهرجانات الصيفية جعله محور ثقة للفنانين من مختلف المجالات، ووسيطًا نزيهًا وفعالًا بين الكواليس والجمهور.
هو أيضًا مدير أعمال الفنان زياد غرسة، ما يعكس حجم الثقة والكفاءة التي يتمتع بها في تسيير المسارات الفنية النخبوية، والحفاظ على الجودة والرقي في الطرح والإدارة.

بعيدًا عن الأضواء، يعمل الناصر القرواشي في صمت، ولكن بحرفية عالية. قدرته على الجمع بين البعد الفني والإداري، وروحه المرحة التي تنقل التفاؤل في كل محطة، جعلت منه سفيرًا حقيقيًا للفرح والإبداع.
في زمن باتت فيه المهرجانات أداة للربح السريع والاستعراض، يظلّ الناصر القرواشي أحد القلائل الذين ما زالوا يؤمنون بأن الفن رسالة، وأن الإنتاج مسؤولية، وأن الجمهور يستحق الأفضل دائمًا.
تحية تقدير لهذا الرجل الذي اختار أن يخدم الفن بصدق، وأن يضيء طريق الإبداع بتواضع وثبات.
